قال مسؤولون الأحد 1 سبتمبر/ أيلول 2024، إن كييف شنت أحد أكبر هجماتها بالطائرات المسيرة على روسيا منذ اندلاع الحرب الشاملة بين الجانبين، والتي استهدفت خلاله محطات كهرباء ومصفاة نفط خلال الليل، بينما تقدمت قوات موسكو نحو بلدة رئيسية في شرق أوكرانيا.
وتسببت هجمات صاروخية روسية على خاركيف الأوكرانية في إصابة أكثر من 40 شخصًا، منهم خمسة أطفال، مما دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تجديد مناشدته السماح لكييف بإطلاق صواريخ غربية على أهداف في عمق أراضي روسيا.
مرحلة حرجة من الحرب بين أوكرانيا وروسيا
يأتي القتال خلال مرحلة حرجة من الصراع المستمر منذ عامين ونصف العام، إذ تواصل روسيا هجومًا في شرق أوكرانيا في الوقت الذي تحاول فيه صد قوات أوكرانية اخترقت حدودها الغربية في توغل مفاجئ في السادس من أغسطس/آب.
ودكت روسيا الأسبوع الماضي أوكرانيا في أعنف غاراتها الجوية خلال الحرب، مستهدفة مرافق طاقة، في إطار حملة بوابل من الطائرات المسيرة والصواريخ أدت إلى مقتل الآلاف من المدنيين والعسكريين منذ اندلاع الصراع في فبراير شباط 2022.
وتكثف أوكرانيا هجماتها على البنية التحتية العسكرية والبنية التحتية للطاقة والنقل في روسيا. وتتوسع في سبيل ذلك في صناعة الطائرات المسيرة بوتيرة سريعة.
وتضغط كييف أيضا على الولايات المتحدة وحلفاء آخرين من أجل السماح لها باستخدام مزيد من الأسلحة القوية المقدمة من الغرب لإحداث أضرار أكبر داخل روسيا وتقويض قدرات موسكو على مهاجمة أوكرانيا.
وفي وقت سابق، قال مسؤولون روس إن وحدات الدفاع الجوي دمرت 158 طائرة مسيرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل وإن حطام الطائرات تسبب في اندلاع حرائق في مصفاة موسكو النفطية ومحطة كوناكوفو للكهرباء في منطقة تفير المجاورة.
ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من تقارير هجمات الطائرات المسيرة على روسيا أو تقارير ساحة المعركة في أوكرانيا، ولم تصدر كييف تعليقا بعد. ونادرا ما تفصح روسيا عن الحجم الكامل للأضرار التي تحدثها الهجمات الجوية الأوكرانية.
هجوم روسي على أوكرانيا
في حين قال زيلينسكي إن روسيا استخدمت 160 صاروخًا و780 قنبلة جوية موجهة و400 طائرة مسيرة هجومية الأسبوع الماضي فقط لاستهداف مدن وقوات في أنحاء أوكرانيا.
ودعا على تيليغرام إلى “قرار بشأن شن هجمات بعيدة المدى على مواقع إطلاق الصواريخ في روسيا وتدمير وسائل النقل والإمداد والتموين للجيش الروسي”.
ويساور حلفاء كييف القلق إزاء كيفية رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا استُخدمت أسلحتهم لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية.
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف القول اليوم الأحد إن روسيا ستدخل تعديلات على عقيدتها النووية ردا على تصرفات الغرب بشأن الصراع في أوكرانيا. ولم يوضح ريابكوف ما الذي سيترتب على هذه التغييرات.
وتنص العقيدة النووية الروسية الحالية، وفقا لمرسوم أصدره الرئيس فلاديمير بوتين في 2020، على أن روسيا قد تستخدم أسلحة نووية في حالة تعرضها لهجوم نووي معاد أو هجوم بأسلحة تقليدية يهدد وجود الدولة.
وتتهم روسيا الغرب باستغلال أوكرانيا لشن حرب ضدها بالوكالة، وقالت في السابق إنها تدرس إدخال تغييرات. ويُعد تصريح ريابكوف الأكثر حسما حتى الآن بشأن المضي قدما في هذه التغييرات.
ونقلت وكالة تاس عن ريابكوف القول “العمل في مرحلة متقدمة، وهناك نية واضحة لإجراء تصحيحات”.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن وحداتها سيطرت على تجمع بتيتشي السكني الواقع على بعد نحو 21 كيلومترا جنوب شرقي بوكروفسك، المركز اللوجستي المهم في أوكرانيا، وإنها “تواصل التقدم في عمق دفاعات العدو”. وأضافت أن القوات سيطرت كذلك على فييمكا، وهي تجمع سكني آخر في منطقة دونيتسك.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن ما لا يقل عن ثلاثة قتلوا وأصيب تسعة في قصف روسي على كوراخوف، وهي بلدة تقع على بعد نحو 35 كيلومترًا إلى الجنوب من بوكروفسك.