تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأحد 1 سبتمبر/أيلول 2024، من مسؤولية مقتل 6 أسرى إسرائيليين في غزة، فيما طالب وزير الجيش يوآف غالانت، بإلغاء قرار الكابينت المتعلق بالبقاء في محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر.
وفي أول تعليقه له على إعادة جثث ستة أسرى إسرائيليين كان من المفترض أن يتم الإفراج عن ثلاثة منهم في إطار صفقة تبادل الأسرى، زعم نتنياهو أن حماس لا تريد التوصل إلى صفقة.
وزعم أن جهود حكومته “لتحرير الرهائن مستمرة”، متهماً حماس برفضها مفاوضات حقيقية منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، مدعياً أن “إسرائيل وافقت على الصفقة في 27 أيار/مايو، وحماس رفضتها”.
لكن حركة حماس قالت في بيان، إن الأسرى الإسرائيليين الذين عُثر عليهم “قُتلوا بالقصف الصهيوني المتواصل على القطاع”.
حيث أوضحت الحركة أن “الذي يقتل شعبنا يومياً هو الاحتلال بالسلاح الأمريكي، والعثور على جثث أسرى في قطاع غزة، لم يُقتلوا إلا بالقصف الصهيوني”.
كما أضافت أنه “على الرئيس (الأمريكي جو) بايدن إنْ كان حريصاً على حياة الأسرى الإسرائيليين أن يوقف دعمه لهذا العدو بالمال والسلاح والضغط على الاحتلال لإنهاء عدوانه فورًا”.
كما اعتبرت أن “من يتحمّل مسؤولية موت الأسرى لدى المقاومة هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يصرّ على مواصلة حرب الإبادة الجماعية والتهرّب من الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، والإدارة الأمريكية بسبب انحيازها ودعمها وشراكتها في هذا العدوان”.
فيما شددت على أنها “كانت حريصة أكثر من بايدن على حياة الأسرى لديها، ولهذا وافقت على مقترحه لوقف إطلاق النار وعلى قرار مجلس الأمن، بينما رفضهما نتنياهو”.
والأحد، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن ثلاثة من الأسرى الإسرائيليين الستة، كان من المفترض أن يتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حركة حماس.
حيث قال مسؤول إسرائيلي رفيع، إن أسماء ثلاثة من بين الأسرى الستة الذين استعاد جيش الاحتلال جثثهم من قطاع غزة، “ظهرت في القوائم التي نُقِلت في بداية تموز/ يوليو (في إشارة إلى القوائم التي تم تبادلها عبر الوسطاء مع حركة حماس). كان من الممكن إعادتهم أحياءً”.
وأفاد بأن أحد هؤلاء الأسرى الإسرائيليين كان مدرجًا في المرحلة الأولى بسبب إصابته بيده، بالإضافة إلى أسيرتين أخرتين.
“إسرائيل حكمت على الرهائن بالموت”
في هذا السياق، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، عن مسؤول رفيع أن “دولة إسرائيل قد أخفقت في أداء واجبها في العقد غير المكتوب الذي يقضي بحماية مواطنيها”.
وأضاف المسؤول، أن حكومة نتنياهو تخلت عن الأسرى الإسرائيليين، وفشلت فشلاً ذريعًا في إنقاذ أو تحرير بعض الرهائن أحياءً خلال الأشهر الماضية”، مشدداً على أن العمليات العسكرية البرية لجيش الاحتلال في قطاع غزة “هي ما يُهدد حياة الرهائن يوميًا وفي كل لحظة”.
وشدد المسؤول على أن “العمر المتوقع للرهائن قد تقلص كثيرًا في الأسابيع الأخيرة، ليس فقط بسبب استمرار المناورة والمخاطر الشديدة التي كانت تهدد حياتهم من قبل، والتي أدت إلى وفاة العديد منهم – بل أن الوضع أصبح الآن أكثر خطورة بكثير”.
كما شدد على أن الإصرار على محور فيلادلفيا، أو على البنود الأخرى التي أُدخلت في الاتفاقية فقط لإفشالها، ويعني ذلك أن إسرائيل حكمت على الرهائن بالموت.
غالانت يطالب بإلغاء القرار المتعلق بمحور فيلادلفيا
من جهته، طالب وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، بدعوة “الكابينت” للانعقاد وإلغاء القرار المتعلق باستمرار بقاء الجيش في محور فيلادلفيا.
وقال غالانت إنه “يجب على الكابينت أن يجتمع فورًا والتراجع عن القرار الذي تم اتخاذه يوم الخميس”، مضيفًا: “لقد فات الأوان بالنسبة للرهائن الذين قُتِلوا بدم بارد، ويجب إعادة الرهائن الذين بقوا في أسر حماس إلى ديارهم”.
بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن رئيس حزب شاس، أرييه درعي، يعتقد أيضًا أنه يجب عقد مداولات جديدة حول بقاء القوات في محور فيلادلفيا.
والخميس الماضي، قرر الكابينيت الإسرائيلي المصادقة على الخرائط التي تقضي باستمرار بقاء جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا.