انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الخميس، 29 أغسطس/ آب 2024 من مدينة طولكرم ومخيميها شمالي الضفة الغربية المحتلة فيما تواصلت قواته اقتحامها الواسع لمدينة ومخيم جنين، في حين ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العملية إلى 16.
حيث أكدت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مدينة طولكرم ومخيم نور شمس، بعد عدوان واسع استمر 48 ساعة، وأسفر عن استشهاد 4 مواطنين وعدد من الجرحى ودمار كبير في البنية التحتية وممتلكات الفلسطينيين.
ودمر الاحتلال شوارع رئيسية وشبكات المياه والصرف الصحي، واقتلع أعمدة كهرباء وهدم منازل ودمر مركبات.
وفور انسحاب الاحتلال، تمكنت طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني من الدخول إلى مخيم نور شمس، الذي شهد مداهمات وإحراق منازل واعتقالات وتحقيق ميداني مع المواطنين طوال ساعات العدوان.
وشرعت طواقم البلدية بإزالة الأنقاض التي خلفها الاحتلال والسواتر الترابية من الطرقات تمهيداً لإعادة تأهيلها خلال الأيام المقبلة.
وشهد مخيم نور شمس عمليات مداهمة وتفجير منازل واعتقالات وتحقيق ميداني طوال اليومين الماضيين.
وفجر الأربعاء، اقتحم الجيش الإسرائيلي مدن طولكرم وجنين ومخيم الفارعة قرب طوباس في عملية عسكرية هي الأكبر منذ العام 2002.
وفجر الخميس، انسحب الجيش الإسرائيلي من مخيم الفارعة بعد عملية عسكرية استمرت 30 ساعة.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس، ارتفاع عدد ضحايا “العدوان” الإسرائيلي على شمال الضفة الغربية إلى 16 شهيداً.
وقالت الوزارة، في بيان: “استشهد 16 فلسطينياً جراء عدوان الاحتلال في جنين وطوباس وطولكرم منذ فجر الأربعاء”، دون تفاصيل أخرى.
فيما أعلنت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس، الخميس، استهدافها آلية عسكرية إسرائيلية في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح.
وقالت الكتائب في بيان، إن مقاتليها في جنين “تمكنوا قبل قليل من استهداف آلية صهيونية (إسرائيلية) بعبوة شديدة الانفجار، وأكدوا تحقيق إصابة مباشرة فيها وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح في الحي الشرقي للمدينة”.
وفي وقت سابق الخميس، قالت الكتائب إن مقاتليها يخوضون اشتباكات مسلحة مع قوات إسرائيلية في مخيم جنين ومدينة طولكرم، وقاموا بتفجير أكثر من 10 عبوات أرضية في آلياتهم.
كما أعلنت فصائل فلسطينية مسلحة، بينها “كتائب القسام” (حماس) و”كتيبة طولكرم” (الجهاد الإسلامي) و”كتائب شهداء الأقصى” (فتح)، في بيانات منفصلة، أن مقاتليها خاضوا اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي، “محققين إصابات مباشرة”.
يأتي ذلك في اليوم الثاني من العملية العسكرية “الأوسع” منذ 2002، والتي بدأها الجيش الإسرائيلي في بلدات ومدن شمالي الضفة فجر الأربعاء، وأسفرت عن مقتل 16 فلسطينياً وإصابة عشرات حتى الخميس، بحسب وزارة الصحة.
وفجر الأربعاء، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة ومتواصلة في محافظات طولكرم وجنين وطوباس شمال الضفة، هي “الأوسع” منذ عام 2002.
وبالتزامن مع حربه على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، صعّد الجيش الإسرائيلي اعتداءاته بالضفة، بما فيها القدس، فقتل 670 فلسطينياً بينهم 150 طفلاً، وأصاب أكثر من 5,400 واعتقل ما يزيد على 10,000.
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل حرباً على غزة أسفرت عن أكثر من 134,000 قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10,000 مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العشرات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.