الأخبار

الاحتلال يُحوِّل منازل الفلسطينيين إلى مراكز تحقيق في مدن شمال الضفة.. شهداء واعتقالات وتدمير للبنية التحتية

يواصل جيش الاحتلال اقتحامه الواسع لمدن شمال الضفة الغربية، والذي انطلق في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، فجر الأربعاء 28 أغسطس/ آب 2024، مُخلّفًا أكثر من 10 شهداء على الأقل، وعشرات الإصابات والاعتقالات، فيما تتواصل الاشتباكات بين مقاومين من الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي تتعمد تدمير المنازل والمركبات والبنية التحتية.

ومنتصف ليل الثلاثاء/ الأربعاء، أعلنت هيئة البث العبرية، إطلاق الجيش الإسرائيلي “عملية واسعة النطاق” في شمال الضفة الغربية، مضيفة أن “قوات الأمن تعمل في وقت واحد في جنين وطولكرم وطوباس”.

ميدانيًا، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية داخل مدن جنين وطوباس وطولكرم، وفرضت عليها طوقًا عسكريًا، كما أعاقت عمل فرق الإسعاف بشكل متعمد، ومنعتها من الوصول إلى المصابين في الأماكن التي استهدفتها، وحاصرت المستشفيات.

تزامن ذلك مع تصريحات لوزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس بأنه “يجب التعامل مع التهديد في الضفة مثل غزة، وتنفيذ إخلاء للسكان، هذه حرب على كل شيء”.

بحسب وكالة وفا الرسمية للأنباء، فقد استُشهد 10 فلسطينيين في جنين وطوباس، ليرتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 661 شهيدًا.

في جنين، استُشهد 6 مواطنين، وأُصيب آخرون بجروح، برصاص الاحتلال، الذي فرض حصارًا على المؤسسات الطبية، إذ قطع الطرق على مستشفى ابن سينا بالسواتر الترابية، وحاصر مستشفى الشهيد خليل سليمان، ومقري جمعيتي الهلال الأحمر وأصدقاء المريض، إضافة إلى فرض حصار وإغلاق مداخل مدينة جنين كافة.

وتفرض قوات الاحتلال حظرًا للتجول على الحي الشرقي من مدينة جنين، ومنعت خروج المواطنين من منازلهم، وشنت عمليات اعتقال.

كما تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، حيث ألحقت دمارًا واسعًا في بنيته التحتية وممتلكات المواطنين، وأخطرت المواطنين بمغادرته خلال أربع ساعات، وأقامت نقطة عسكرية في حارة المسلخ لتفتيشهم، قبل المغادرة.

بحسب وسائل الإعلام المحلية، فقد دمرت جرافات الاحتلال خط المياه الرئيسي المغذي للمخيم، ما تسبب في انقطاع المياه عنه، ورافق ذلك تجريف واسع ودمار كبير في البنية التحتية لمداخله وشوارعه الرئيسية وممتلكات المواطنين على طول شارع نابلس المحاذي للمخيم.

ودفعت تلك القوات بعشرات الآليات تجاه المخيم، المدعومة بالجرافات الثقيلة، وفرضت طوقًا عسكريًا مشددًا عليه، ونشرت قناصتها على أسطح البنايات المرتفعة المحيطة به.

وتتمركز آليات الاحتلال ودورياته الراجلة في مختلف أحياء مخيم نور شمس وتحديدًا في جبلي النصر والصالحين، وحارة العيادة، ومختلف مداخله، حيث تقتحم منازل المواطنين وتفتشها وتُخضع سكانها للتحقيق، إلى جانب مداهمة عدد من المحلات والمنشآت التجارية بعد خلع أقفال أبوابها، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.

في غضون ذلك، تواصل قوات الاحتلال حصارها لمستشفيي الإسراء التخصصي، والشهيد ثابت ثابت الحكومي، وتمنع الدخول إليهما والخروج منهما، وتعيق حركة تنقل الطواقم الطبية والإسعاف، وتُخضعهم للتفتيش والتدقيق في الهويات.

كما دمرت جرافات الاحتلال البنية التحتية وشبكة المياه في محيط دوار العليمي “المحاكم”، ودوار اليونس في الحي الشمالي، وشارع السكة المحاذي لمديرية الشرطة، ودوار ضاحية اكتابا وشارع الإسكان في الضاحية، كما أغلقت بعض الاتجاهات بالسواتر الترابية.

وكان قد أُصيب خلال هذا العدوان مواطنان من مخيم نور شمس بالشظايا بعد قصف طائرة مسيرة موقعًا في حارة المنشية بالمخيم، وتم نقلهما إلى المستشفى بإسعاف الهلال الأحمر، ووُصفت حالتهما بالطفيفة.

وفي طوباس، استُشهد شقيقان وشابان آخران جراء قصف نفذته طائرة مسيرة للاحتلال على مخيم الفارعة، فيما أصيب آخرون بجروح.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت المخيم، منتصف الليلة الماضية، بعدد كبير من جنود المشاة، فيما أتبعتها بتعزيزات عسكرية من جهة حاجز الحمرا العسكري، برفقة جرافة، ونشرت القناصة داخل المخيم وفي محيطه، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة.

كما داهمت قوات الاحتلال نقطة طبية في مخيم الفارعة جنوب طوباس، واحتجزت العاملين فيها، واعتدت على مدير مركز الإسعاف نضال عودة، وأطلقت النار داخلها.

وفي رام الله، أصيب طفل وخمسة شبان برصاص الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم، في بلدتي قراوة بني زيد وعبوين، واعتُقل 7 فلسطينيين.

وأصيب طفل وثلاثة شبان بالرصاص الحي، خلال مواجهات اندلعت عقب اقتحام الاحتلال قراوة بني زيد، الذي أغلق مداخلها.

وحولت قوات الاحتلال منزلا في قراوة بني زيد إلى ثكنة عسكرية، واعتقلت شبانًا منه، واعتدت على سيدتين ما أدى إلى نقلهما إلى المستشفى.

وفي قرية سنجل شمال مدينة رام الله، نصبت قوات الاحتلال حواجز عسكرية عند مفترقاتها، وفتشت المركبات، ودققت في هويات المواطنين، كما ألقت منشورات تهدد فيها المواطنين.

وبحسب القناة (14) الإسرائيلية الخاصة فإن العملية العسكرية التي ينفذها الجيش في جنين وطولكرم هي “الأكبر” منذ عملية “السور الواقي” عام 2002.

وأطلقت إسرائيل على العملية اسم “المخيمات الصيفية”.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن مروحيات قتالية وطائرات مسيرة تشارك في العملية أيضًا من أجل مساعدة وتغطية القوات البرية.

ولفت إلى أن العملية العسكرية “ستستمر لعدة أيام”.

من جانبها، ذكرت الفصائل أنها استهدفت القوات الإسرائيلية بعبوات ناسفة وقنابل يدوية الصنع معروفة محليا باسم “كوع”، والرصاص.

وأشارت إلى أنها تمكنت من “إعطاب آليات عسكرية، وتحقيق إصابات”، دون ذكر عدد محدد.

وبالتزامن مع حربه على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، صعّد الجيش الإسرائيلي اعتداءاته في الضفة، بما فيها القدس، فقتل 661 فلسطينيا بينهم 150 طفلا، وأصاب أكثر من 5 آلاف و400 واعتقل ما يزيد على 10 آلاف، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

وبدعم أمريكي تشن إسرائيل حربا على غزة خلّفت أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.