أعربت جماعات مؤيدة لفلسطين في أوساط جامعة نيويورك الأمريكية عن قلقها بعدما قامت الجامعة بتغيير إرشاداتها المتعلقة بخطاب الكراهية لتشمل انتقاد الصهيونية باعتباره عملاً تمييزياً، وفق تقرير نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني، الأربعاء 28 أغسطس/آب 2024.
ويضع الإجراء الجديد أي شخص يعرّف عن نفسه بأنه “صهيوني” ضمن فئة محمية، وهو ما يحمي المجموعة من التعرض لـ “تعليقات تمييزية”.
وقالت الجماعات المؤيدة للفلسطينيين إن المبادئ التوجيهية الجديدة تساوي فعلياً بين الصهيونية واليهودية، وسيكون لها تأثير مخيف على قدرة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس على الاحتجاج ضد معاملة إسرائيل للفلسطينيين.
وجاء في التعديلات التي تضمنتها المبادئ التوجيهية الجديدة في جامعة نيويورك، والتي صدرت يوم الخميس الماضي، “بالنسبة للعديد من اليهود، فإن الصهيونية تشكل جزءاً من هويتهم اليهودية. إن الكلام والسلوك الذي ينتهك سياسة عدم التمييز والمضايقة ضد اليهود أو الإسرائيليين يمكن أن ينتهك أيضاً سياسة عدم التمييز والمضايقة إذا كان موجهاً نحو الصهاينة”.
وأصدر فرع جامعة نيويورك لمنظمة “أعضاء هيئة التدريس والموظفين من أجل العدالة في فلسطين” (NYU FSJP) بياناً الأحد الماضي يدين هذه الخطوة، قائلاً إنها تشكل سابقة خطيرة يمكن أن تحمي أيضاً الحركات القومية العرقية الأخرى، مثل القومية الهندوسية والقومية المسيحية، من الانتقاد.
وقال البيان: “إن التوجيهات الجديدة تشكل سابقة خطيرة من خلال توسيع نطاق الحماية التي تنص عليها المادة السادسة لتشمل أي شخص يلتزم بالصهيونية، وهي أيديولوجية سياسية قومية، وتساوي بشكل مقلق بين انتقاد الصهيونية والتمييز ضد الشعب اليهودي”.
وتأتي الإرشادات المحدثة من جامعة نيويورك في الوقت الذي من المقرر أن يبدأ فيه الفصل الدراسي الجديد الأسبوع المقبل. وكانت الجامعة قد شهدت احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين طوال العام الماضي، والتي كانت تطالب بإنهاء استثمارات الجامعة في الشركات التي تستفيد من الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة.
يأتي ذلك بينما أشارت تقارير إلى أن الجامعات الأمريكية استبقت العام الدراسي الجديد بتشديد القواعد الخاصة بالاحتجاجات، مما أثار مخاوف جديدة بشأن حرية التعبير وحوكمة هيئة التدريس في بداية العام الدراسي الجديد، الذي من المتوقع أن يشهد مزيداً من التوترات المرتبطة بالحرب الإسرائيلية في غزة.
وذكر موقع ميدل إيست آي أيضاً أن الطلاب المؤيدين لفلسطين في جامعتي كولومبيا ونيويورك انتقدوا الرقابة المتزايدة من شركة ميتا على الحسابات التي تعرض محتوى مؤيد لغزة ومناهضاً لإسرائيل.
وأشار الموقع البريطاني إلى أن المنظمتين الطلابيتين الرئيسيتين المؤيدتين لفلسطين، “طلاب كولومبيا من أجل العدالة في فلسطين” و”لجنة التضامن مع فلسطين في جامعة نيويورك”، قد تعرضتا للحظر بشكل متكرر، أو تم اخضاعهما للمراجعة أو التعليق مؤقتاً من قبل إنستغرام منذ أواخر عام 2023.
وقبل عدة أيام تم حظر حساب Columbia SJP التابع لمنظمة “طلاب كولومبيا من أجل العدالة في فلسطين” بشكل دائم من إنستغرام دون إبداء أي سبب أو إتاحة الفرصة للاستئناف. وبعد يومين فقط، تم تعليق حساب NYU PSC التابع لمنظمة “لجنة التضامن مع فلسطين في جامعة نيويورك” أيضاً.
وكانت الجامعات الأمريكية قد شهدت سلسلة من التظاهرات ومخيمات الاحتجاج منذ أبريل/نيسان الماضي. وكانت جامعة كولومبيا في طليعة هذه الجامعات التي دعا المتظاهرون فيها إلى وقف دعم ما وصفوه بالإبادة الجماعية في غزة وسحب الاستثمارات من الشركات المتواطئة في دعم الاحتلال الإسرائيلي.
وفي وقت سابق هذا الشهر، أعلنت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق استقالتها من منصبها بعد أشهر من الاحتجاجات الطلابية المناهضة للحرب الإسرائيلية والمساندة لقطاع غزة.
وتأتي الاستقالة بعد عام واحد من توليها المنصب، تحت ضغوط احتجاجات واسعة مطالبة بوقف الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع، تخللها اعتقال مئات الطلاب بتهمة التعدي على ممتلكات الغير لرفضهم فض خيام الاعتصام.