الأخبار

الجامعات الأمريكية تستبق العام الدراسي الجديد بتشديد قواعد الاحتجاجات.. وتحذيرات من القيود المفروضة على الطلاب

تعمل الجامعات الأمريكية على تشديد القواعد الخاصة بالاحتجاجات، مما يثير مخاوف جديدة بشأن حرية التعبير وحوكمة هيئة التدريس في بداية العام الدراسي الجديد، الذي من المتوقع أن يشهد مزيداً من التوترات المرتبطة بالحرب الإسرائيلية في غزة، بحسب تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، الإثنين 26 أغسطس/آب 2024.

وقالت فايننشال تايمز إنه مع بدء وصول الطلاب إلى الحرم الجامعي بعد ربيع تميز بالاحتجاجات العنيفة والاشتباكات والاعتقالات في العديد من المؤسسات الرائدة، يسعى المسؤولون إلى إيجاد طرق للحد من المشاكل المتجددة والتعلم من دروس الأشهر القليلة الماضية.

ونقل تقرير الصحيفة البريطانية عن جون كينج، مستشار جامعة ولاية نيويورك، قوله: “عليك أن تقلق. لقد كنا نعد تمارين عملية، ونستكشف الخطاب المدني حول كيفية التعبير عن وجهات نظر مختلفة باحترام وبشكل مناسب”.

ويسعى العديد من القادة إلى التأكيد على أهمية حرية التعبير واحترام الآخرين، تحت طائلة التدابير التأديبية الصارمة لأولئك الذين يعطلون الحياة الجامعية.

وفي مذكرة إلى الطلاب والموظفين وأعضاء هيئة التدريس، سلط سانتا أونو، رئيس جامعة ميشيغان، الضوء على مسؤوليات الطلاب والتزاماتهم بحرية التعبير. وحذر قائلاً: “يجب ألا ينتهك حق أي شخص في الاحتجاج حقوق الآخرين، أو يعرض مجتمعنا للخطر أو يعطل عمليات الجامعة”.


فيما قررت المؤسسات، بما في ذلك جامعة نيويورك، فرض عقوبات على الطلاب الذين حُكِم عليهم بانتهاك قواعد السلوك الخاصة بها أثناء المظاهرات التي اندلعت في الأشهر الأخيرة.

وقد دعا منتقدو الاحتجاجات الطلابية إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد المضايقات. وأصدر المجلس الأمريكي لأمناء وخريجي الجامعة، وهو منظمة غير ربحية ذات ميول محافظة، إرشادات توصي بقواعد “تحظر المخيمات والمضايقات وتضع عقوبات على المخالفات”، وترفض الدعوات إلى سحب الاستثمارات من إسرائيل، وهو أحد المطالب الواسعة النطاق من جانب العديد من الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين.

وتعد جامعة هارفارد، التي استقالت رئيستها كلودين جاي في بداية هذا العام بعد انتقادات وجهت إلى كيفية تعامل المؤسسة مع الاحتجاجات، من بين تلك الجامعات التي عززت ووحدت القواعد الخاصة بالطلاب.

وحذرت الجامعة من أن الممارسات بما في ذلك التخييم، أو كتابة الرسائل بالطباشير أو استخدام الصوت المكبر، ممنوعة دون الحصول على إذن مسبق.

من جانب آخر، يشعر البعض الآخر بالقلق إزاء القيود المفروضة على استقلالية الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

وقد حذرت رابطة أساتذة الجامعات الأمريكية من أن الكليات “تبنت على عجل سياسات تقييدية مفرطة… والتي تفرض قيوداً صارمة على حرية التعبير والتجمع، الأمر الذي يثبط حرية التعبير” ويحد من حقوق الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

واستشهدت ريسا ليبرويتز، أستاذة القانون في جامعة كورنيل والمستشارة العامة للرابطة، بجامعة بنسلفانيا، التي استقال رئيسها في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وقد فرضت الجامعة “معايير مؤقتة” جديدة تقيد استخدام مكبرات الصوت، وتتطلب التسجيل المسبق والموافقة على الأحداث في الأماكن العامة مثل لوكاست ووك المركزي، بما في ذلك تقييم أمني قبل أسبوعين. وتحظر المعسكرات والمظاهرات الليلية.

وقالت ليبرويتز: “هناك العديد من الجامعات التي تتبنى قيوداً جديدة على حرية التعبير دون احترام إجراءات الحوكمة. وسوف تثبط هذه القيود الاحتجاجات، وتؤثر سلباً على حرية التعبير وتهدد بفرض عقوبات قاسية دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة”.


وأضافت: “يمكننا أن نستنتج بقوة أن القواعد وضعت لاسترضاء الساسة الذين يطالبون باستخدام يد ثقيلة لمواجهة الاحتجاجات والمانحين ومجالس الأمناء. يبدو أن هذا الجمهور الخارجي هو ما يثير قلق الجامعات أكثر من غيره”.

إلى جانب التدابير الأكثر صرامة المصممة للحد من الاضطرابات، تسعى الجامعات إلى تعزيز التعليم الرسمي للطلاب حول مواضيع تشمل تاريخ الشرق الأوسط وتعزيز التسامح مع وجهات النظر المختلفة خارج الفصل الدراسي.

وقالت كارولين ميهل، الرئيسة التنفيذية لمعهد الحوار البناء، وهي مؤسسة غير ربحية أسستها مع الأكاديمي جوناثان هايدت في عام 2017، إنها شهدت زيادة في الاهتمام ببرامجها التدريبية لمسؤولي الكليات وأعضاء هيئة التدريس والطلاب في الأشهر الأخيرة، وهي تعمل الآن مع 88 جامعة في جميع أنحاء البلاد.

وكانت الجامعات الأمريكية قد شهدت سلسلة من التظاهرات ومخيمات الاحتجاج منذ أبريل/نيسان الماضي. وكانت جامعة كولومبيا في طليعة هذه الجامعات التي دعا المتظاهرون فيها إلى وقف دعم ما وصفوه بالإبادة الجماعية في غزة وسحب الاستثمارات من الشركات المتواطئة في دعم الاحتلال الإسرائيلي.

وفي وقت سابق هذا الشهر، أعلنت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق استقالتها من منصبها بعد أشهر من الاحتجاجات الطلابية المناهضة للحرب الإسرائيلية والمساندة لقطاع غزة.

وتأتي الاستقالة بعد عام واحد من توليها المنصب، تحت ضغوط احتجاجات واسعة مطالبة بوقف الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع، تخللها اعتقال مئات الطلاب بتهمة التعدي على ممتلكات الغير لرفضهم فض خيام الاعتصام.