دعت حركة “حماس”، السبت 24 أغسطس/ آب 2024، المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى توفير حماية للمدنيين في قطاع غزة إثر أوامر تهجير قسري جديدة من الاحتلال لمناطق واسعة وسط القطاع للمرة الثانية خلال أسبوع، كما أدانت قيام جنود جيش الاحتلال بإحراق نسخ من المصحف الشريف.
وقالت الحركة في بيان: “يواصل جيش الاحتلال الفاشي إصدار إنذارات التهجير والنزوح للمواطنين في مناطق المحافظة الوسطى، خصوصاً في مخيم المغازي وقرية المصدر ومناطق واسعة من مدينة دير البلح، المكتظة بمئات الآلاف من النازحين من شمال القطاع وجنوبه”.
وأضافت أن ذلك يأتي “تحت وطأة القصف الوحشي والترهيب وارتكاب المجازر ضمن سياسة حكومة المتطرفين الصهاينة الساعية لتعميق معاناة أبناء شعبنا، والماضية في جريمة الإبادة والتطهير العرقي في قطاع غزة، والتي تتم بغطاءٍ سياسي وعسكري أمريكي”.
وأردفت الحركة، أن “ما يدعيه الاحتلال عن وجود مناطق آمنة في قطاع غزة، هو محض كذب وتضليل، فالوقائع تؤكّد أن الآلاف من شهداء شعبنا في هذه الإبادة المستمرة ارتقوا في مراكز الإيواء والنزوح، من مدارس ومؤسسات وتجمّعات خيام صنّفها الاحتلال المجرم على أنها آمنة”.
وتابعت أن “هذه الممارسات الفاشية المستمرة أمام سمع وبصر العالم؛ تتطلب من المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها، العمل الجاد لتوفير الحماية للمدنيين الأبرياء في غزة، ومحاسبة مجرمي الحرب الصهاينة على انتهاكاتهم الفاضحة للقانون الدولي والإنساني تجاههم”.
والسبت، قال ناطق الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في منشور على منصة “إكس”: “للمتواجدين في منطقة بلديات المصدر والمغازي والحارات والبساتين، والأنصار، والديمثاء، والصفا، والسدرة، شرق دير البلح والمفرق الشرقي للدير، اخلوا المناطق فورا وانتقلوا إلى المنطقة الإنسانية”.
وفي 17 اغسطس/ آب، طالب الجيش سكان مخيم المغازي ومناطق أخرى وسط قطاع غزة بإخلاء منازلهم استعدادا لشن عملية عسكرية “بشكل فوري”.
وعادةً ما تسبق هذه الرسائل هجمات عنيفة يشنها الجيش الإسرائيلي أو توغلات برية في القطاع.
والأربعاء، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن الجيش الإسرائيلي يحشر نحو 1.7 مليون نازح فلسطيني في مساحة ضيقة لا تتجاوز عشر مساحة قطاع غزة.
إحراق نسخ من المصحف
كما اعتبرت حركة حماس أن إحراق جنود إسرائيليين لنسخة من القرآن الكريم وتدنيس المساجد وتدميرها في قطاع غزة “سلوك فاشي مشبع بالكراهية والإجرام”.
وقالت الحركة في بيان آخر نشر عبر منصة تلغرام: “ندين بأشد العبارات قيام جنود صهاينة بحرق نسخ من القرآن الكريم خلال اقتحامهم وتدنيسهم لمسجد بني صالح شمالي قطاع غزة”.
وأضافت: “إحراق نسخ القرآن وتدنيس واستهداف المساجد وتدميرها، يؤكّد طبيعة هذا الكيان المتطرّف، وجنوده المشبَعين بالحقد والإجرام، وسلوكهم الفاشي تجاه كل ما يمتُّ لهوية الأمة ومقدساتها”.
وتابعت: “قيام جنود الاحتلال بتوثيق جريمتهم النكراء، ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يشير بوضوح إلى سياسة إجرامية ممنهجة تديرها حكومة الاحتلال النازية، إمعانا منها في حرب الإبادة الوحشية ضد شعبنا في قطاع غزة، وكل مظاهر الحياة فيه”.
ودعت الامة العربية والإسلامية والحكومات “للتعبير عن غضبهم وإدانتهم للسلوك الصهيوني، والتحرك للدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، ووقف الإبادة الجماعية ضد شعبنا”.
والأحد، نشرت قناة الجزيرة صورا تظهر جنود إسرائيليين يقتحمون مسجد بني صالح شمال غزة وإحراق جميع المصاحف بداخله.
وتظهر الصور، بحسب القناة، نسف الاحتلال المسجد الكبير في مدينة خان يونس أحد أقدم مساجد قطاع غزة.
وقالت الجزيرة إن المشاهد التي حصلت عليها “التقطت بكاميرات جنود إسرائيليين ومسيرات”، دون مزيد من التفاصيل حول كيفية الحصول عليها.
وخلال الحرب على غزة، دمرت إسرائيل 610 مساجد بشكل كلي و214 بشكل جزئي، حسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على غزة خلفت أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.