تجاهل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن التقرير الذي أصدرته وكالات حكومية في أبريل/نيسان الماضي، والذي خلص إلى أن إسرائيل تتعمد عرقلة المساعدات إلى غزة، وأبلغ الكونغرس بخلاف ذلك، بحسب تقرير نشره موقع بروبابليكا الأمريكي، الأربعاء 25 سبتمبر/أيلول 2024.
ففي مذكرة من 17 صفحة أرسلت إلى بلينكن، وثقت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) عدة أمثلة لقيام إسرائيل بمنع وصول المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، بما في ذلك قتل عمال الإغاثة، وتدمير المنشآت الزراعية، وقصف سيارات الإسعاف والمستشفيات، ورفض دخول الشاحنات المحملة بالطعام والأدوية.
ورفض بلينكن الاعتراف بالتقرير بعد شهر من إرساله من قبل الوكالة الأمريكية، وقال أمام الكونغرس إن الولايات المتحدة لم تجد أن إسرائيل تمنع شحنات المساعدات الأمريكية إلى غزة.
ولكن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لم تكن الهيئة الحكومية الوحيدة التي خلصت إلى أن إسرائيل تمنع عمداً وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ونقل تقرير موقع بروبابليكا عن رئيس مكتب السكان واللاجئين والهجرة بوزارة الخارجية الأمريكية أن إسرائيل تعوق المساعدات، مشيراً إلى أنه يتعين على واشنطن تطبيق قانون المساعدات الخارجية على إسرائيل، وهو القانون الذي يحظر تقديم الدعم العسكري إلى أي دولة تقيد تقديم المساعدات.
وقالت الأمم المتحدة إن أجزاء واسعة من قطاع غزة تعاني من المجاعة. وفي غضون ذلك، تفشى مرض شلل الأطفال في غزة خلال الصيف نتيجة لتدهور الظروف الصحية في القطاع. وفي سبتمبر/أيلول، قالت الأمم المتحدة إن إسرائيل تمنع المواد الحيوية اللازمة لتنقية مياه الشرب من دخول القطاع.
وكانت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أصدرت مذكرة بعد أن حذرت رئيسة الوكالة سامانثا باور من المجاعة الوشيكة في غزة. ووفقاً للمذكرة، فإن إسرائيل تستخدم “المنع التعسفي والقيود والعوائق” لمنع وصول المساعدات الحكومية الأمريكية إلى غزة.
يذكر أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية هي وكالة حكومية أمريكية مستقلة مسؤولة عن العمل التنموي والإنساني. وتتلقى توجيهاتها في مجال السياسة الخارجية من وزارة الخارجية.
السفير الأمريكي يشتبك مع مسؤولين بالسفارة
وبحسب موقع بروبابليكا، فإن السفير الأمريكي لدى إسرائيل جاك تجاهل مذكرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وتقييم مسؤولين آخرين في وزارة الخارجية.
وقال لو في برقية إلى بلينكن إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت يمكن الوثوق بهما لتسهيل شحنات المساعدات إلى غزة.
ورفض لو أيضاً تصريحات مسؤولين أمريكيين صغار في السفارة، الذين زعموا أن إسرائيل تقيد المساعدات، قائلاً “لم تقدم أي دولة أخرى مثل هذا القدر من المساعدات الإنسانية لأعدائها”، وفقاً للتقرير.
وقال لبلينكن إن “عناصر أخرى في الحكومة الإسرائيلية حاولت عرقلة حركة المساعدات الإنسانية” لكن نتنياهو يمكن الوثوق به.
وأثارت تعليقات لو استياء بعض موظفي السفارة، كما أغضبت شهادة بلينكن أمام الكونغرس مسؤولي وزارة الخارجية، وفقاً للتقرير.
واستقالت ستايسي جيلبرت، المستشارة المدنية والعسكرية السابقة في مكتب اللاجئين، بسبب تقرير بلينكن المقدم إلى الكونغرس، قائلة في بيان إن هناك “أدلة وفيرة تثبت أن إسرائيل مسؤولة عن عرقلة المساعدات”.